هل الفيديو القصير هو مستقبل المحتوى على لينكدإن؟ تحليل عميق وتحولات المنصة في 2025

15 يونيو 2025
Afnan Ali
هل الفيديو القصير هو مستقبل المحتوى على لينكدإن؟ تحليل عميق وتحولات المنصة في 2025

هل تصدق أن فيديو لا يتعدى 45 ثانية قد يكون أقوى من مقال بـ1000 كلمة على LinkedIn؟

في السنوات الأخيرة، بدأت المنصة المهنية الأكبر تتحوّل من كونها مكتبة مقالات وأبحاث مطولة، إلى مساحة حيوية تعجّ بالمقاطع السريعة، النصائح المختصرة، والتفاعل اللحظي. ما بين منشورات التوظيف، وقصص النجاح، وعروض الخدمات – أصبح الفيديو القصير نجم المشهد الجديد.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه اليوم:

هل الفيديو القصير هو مستقبل المحتوى على لينكدإن؟

أم أنه مجرد موجة مؤقتة ستنتهي كما بدأت؟

في هذا المقال، سنغوص سويًا في تحولات لينكدإن، ونتتبع أثر الفيديوهات القصيرة على سلوك المستخدمين، لنصل في النهاية إلى إجابة دقيقة ومبنية على تجربة ومعرفة.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… لن نكتفي بالإجابات السطحية، بل نذهب أعمق إلى حيث تكمن التفاصيل والفرص الخفية.


القسم 1: كيف تطورت LinkedIn في 5 سنوات؟

من منصة رسمية إلى مساحة محتوى ديناميكية

منذ انطلاقتها، كانت LinkedIn تُعرف بمنصتها "الرسمية"، حيث يُنشر كل ما هو طويل، مُفصّل، ومحترف بدرجة عالية. المقالات كانت تُكتب بعناية، وتُقرأ على مهل، ولا مكان فيها للمحتوى السريع أو العابر.

لكن منذ عام 2020 وحتى اليوم، بدأت المنصة تأخذ منعطفًا جديدًا، مدفوعًا بعوامل عدّة:

  • تغير في سلوك المستخدمين: الجيل الجديد من المهنيين – وخاصة جيل Z والجيل الصاعد من رواد الأعمال – لا يستهلك المحتوى بنفس الطريقة التي كان يفعلها الجيل السابق. السرعة والتركيز على النقطة أصبحت هي الأساس.
  • إدخال أدوات مرئية جديدة: LinkedIn أتاح ميزة الفيديو القصير، تحسينات في عرض الكاروسيل، إضافة القصص (ثم إزالتها لاحقًا)، وتحسينات على الـ Reels والفيديوهات العمودية.
  • أرقام مذهلة: بحسب تقارير LinkedIn الرسمية، فإن المنشورات التي تحتوي على فيديو تحصل على تفاعل يزيد بنسبة 300% مقارنة بالمحتوى النصي فقط.
  • دخول المنافسة غير المباشرة مع TikTok وInstagram: الشركات، صناع المحتوى، والمدرّبين بدأوا يبحثون عن أسلوب سريع يعرّف بخدماتهم ويوصل صوتهم بوضوح… ومن هنا وُلدت الحاجة لمحتوى بصري مختصر.

هذه التحولات جعلت من LinkedIn اليوم مساحة هجينة: تحتفظ برصانتها، لكنها تفتح ذراعيها للتجديد.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… من لا يساير هذه التحولات سيتراجع في سباق التأثير.

القسم 2: ما هو الفيديو القصير وما الذي يجعله فعالاً؟

تعريف سريع للفيديو القصير:

الفيديو القصير هو مقطع مرئي لا يتجاوز عادة 90 ثانية (وأحيانًا لا يتعدى 30 ثانية)، يُقدم فيه المحتوى بشكل مكثف، سريع الإيقاع، ويستهدف نقطة واحدة محددة بوضوح.

لماذا ينجح على LinkedIn؟

  1. قوة الجذب من أول ثانية
  2. أول 3 ثوانٍ في الفيديو القصير تحدد إن كنت ستكمل المشاهدة أم لا. وهذا يتماشى مع طبيعة مستخدمي لينكدإن الذين يتصفحون بسرعة ويبحثون عن فائدة مباشرة.
  3. سهولة المشاركة
  4. فيديو قصير مؤثر يعني احتمالية أكبر للمشاركة أو الإرسال في الرسائل الخاصة، خصوصًا إن حمل فكرة ذكية أو نصيحة عملية.
  5. يتغذى عليه خوارزم الذكاء الاصطناعي في لينكدإن
  6. الفيديوهات القصيرة التي تحصل على حفظ أو إعادة مشاهدة كاملة يتم تعزيزها تلقائيًا وتظهر في المزيد من الخلاصات.
  7. منصة مهنية ولكن بشرية
  8. المستخدم في لينكدإن لا يبحث فقط عن وظائف أو دورات، بل يريد أيضًا أن يشعر بأن هناك إنسان خلف الشاشة: نبرة حقيقية، تجربة صادقة، صورة غير مثالية بالكامل.

أمثلة عالمية على فيديوهات قصيرة ناجحة:

  • فيديوهات "نصيحة اليوم في 30 ثانية" للمدربين المعتمدين.
  • "قبل/بعد" في مجال تطوير المهارات أو البرمجة.
  • مقاطع تشويقية لسير ذاتية مبتكرة أو مشاريع شخصية.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… لا يجب أن تكون خبير مونتاج لتصنع تأثيرًا. يكفي أن تعرف الفكرة، وتوصلها بقلب وصدق وبكاميرا هاتفك فقط.


القسم 3: لماذا الفيديو القصير يعمل جيدًا على لينكدإن؟

هل المحتوى السريع يناسب جمهور LinkedIn؟

قد يبدو لأول وهلة أن الفيديو القصير لا يليق بمنصة مهنية مثل LinkedIn. لكن الواقع مختلف تمامًا، بل يُظهر أن هذا النوع من المحتوى أصبح أحد أنجح أشكال التواصل وأكثرها فاعلية على المنصة، وإليك الأسباب:

1. الجمهور تغيّر… والسرعة أصبحت مطلبًا

المستخدم اليوم لا يملك وقتًا لقراءة 1000 كلمة، لكنه مستعد لمشاهدة فيديو مدته 45 ثانية يشرح نفس الفكرة.

الفيديو القصير يُلبّي هذا الاحتياج بالضبط، خاصةً حين يحتوي على:

  • فكرة واضحة
  • عنوان جذاب
  • توجيه عملي مباشر

2. خوارزميات لينكدإن تدعم "الارتباط السريع"

المحتوى الذي يحظى بتفاعل خلال أول ساعة من نشره (مشاهدات، إعجابات، مشاركات، حفظ) يُعزّز ظهوره تلقائيًا.

والفيديو القصير، بطبيعته السريعة والمباشرة، يحفّز هذا التفاعل فورًا دون أن يُثقل على المتلقي.

3. قابلية المشاركة والانتشار أعلى

بعكس المقالات أو المنشورات الطويلة، يُمكن مشاركة فيديوهات قصيرة في المجموعات، التعليقات، أو حتى عبر الرسائل الخاصة بسهولة.

هذا يفتح الباب أمام نمو عضوي واسع دون الحاجة للإعلانات الممولة.

4. بناء الثقة بأسلوب شخصي

الفيديو القصير يتيح لك الظهور بوجهك وصوتك، مما يعزز الثقة والمصداقية.

جمهور LinkedIn لا يبحث فقط عن معلومة، بل عن هوية إنسانية خلفها.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… المنصات المهنية لا تعني الجمود، بل الذكاء في طريقة تقديم القيمة.



القسم 4: تحديات الفيديو القصير على لينكدإن


ليس كل ما ينجح في تيك توك يصلح للينكدإن

رغم الانتشار الواسع للفيديوهات القصيرة، إلا أن هناك مجموعة تحديات يجب الانتباه لها قبل أن تقف أمام الكاميرا:

1. الحد الفاصل بين "الاحترافية" و"السطحية"

لينكدإن ليس إنستغرام أو تيك توك. ما يُعتبر جذابًا هناك، قد يُنظر إليه هنا على أنه غير مهني.

مثلًا: استخدام مؤثرات مبالغ فيها أو نغمة صوت غير ملائمة قد تُفقدك المصداقية بسرعة.

الحل: حافظ على نبرة جدية خفيفة، وركّز على القيمة بدل الترفيه البحت.

2. صعوبة التوازن بين السرعة والعمق

في 60 ثانية، يصعب تقديم محتوى عميق ومفيد…

لكن جمهور لينكدإن يتوقع ذلك.

الحل:

  • استخدم "نموذج الخطاف": مدخل مشوق – قيمة حقيقية – دعوة واضحة للتفاعل
  • لا تحاول حشر خمس أفكار في فيديو واحد، بل ركّز على نقطة واحدة عميقة.

3. ضعف أدوات التحرير داخل التطبيق

بخلاف المنصات الأخرى، لا يوفّر LinkedIn أدوات متقدمة لتحرير الفيديوهات داخل التطبيق نفسه.

الحل: استخدم أدوات خارجية مثل CapCut أو InShot أو Canva Video أو Adobe Express.

4. التقييم السريع من الجمهور المهني

الفيديو على لينكدإن يُقيَّم من اللحظة الأولى: المظهر، اللباس، الإضاءة، وحتى تعبيرات الوجه.

الحل:

  • جهّز نفسك جيدًا
  • استخدم إضاءة مناسبة وخلفية حيادية
  • لا تفرط في المثالية… فقط كن مهنيًا وواثقًا

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… لينكدإن يُكرم من يحترم جمهوره، ويُعلي من يظهر بثقة وبصوت يحمل قيمة، لا ضجيج.



ماذا تقول الإحصائيات؟

  • الفيديوهات التي تقل عن 60 ثانية على لينكدإن تحصل على نسبة مشاهدة كاملة تصل إلى 3 أضعاف الفيديوهات الطويلة.
  • المحتوى المصور بوجه صاحب الحساب يزيد من التفاعل بنسبة 250% مقارنة بمحتوى النص فقط.
  • أكثر من 70% من المستخدمين يفضلون الفيديو على المقال في استهلاكهم اليومي للمحتوى على لينكدإن (حسب تقرير Hootsuite 2024).

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… هذه الإحصائيات ليست حكرًا على الشركات الكبرى، بل فرص متاحة لكل صاحب صوت ورسالة.


القسم 5: محتوى فيديو لينكدإن – بين الخوارزميات والإنسان


SXO وAIO وE-E-A-T: كيف تُبنى الثقة بمحتوى قصير؟

في عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد كافيًا أن تخلق محتوى جيدًا من الناحية التقنية أو الشكلية فقط، بل أصبحت معايير التقييم تعتمد على مدى ارتباط المحتوى بهويتك، بتجربتك، وبمدى تأثيره على المتلقي. إن كنت تريد أن ينجح الفيديو القصير، فإليك ثلاث ركائز لا غنى عنها:

1. AIO – الذكاء الاصطناعي يعرف من أنت

عندما تنشر فيديو يظهر فيه صوتك ووجهك مع خلاصة خبرتك، فإن خوارزميات الذكاء الاصطناعي (مثل تلك التي يعتمد عليها LinkedIn وGoogle) تبدأ في فهم هويتك المهنية وربطك بمجالك.

كل فيديو تقدّمه بأسلوبك وبصمتك يعزّز ظهورك كمصدر موثوق في نتائج البحث الذكية.

2. SXO – تجربة المستخدم هي الملك

لم تعد الخوارزميات تعتمد فقط على الكلمات المفتاحية، بل صارت تسأل:

  • هل الفيديو واضح في فكرته ومضمونه؟
  • هل يقدّم فائدة حقيقية؟
  • هل يدفع المتلقي إلى التفاعل أو زيارة صفحتك؟
  • هل يجعل المشاهد يرغب بمتابعة المزيد؟

كل هذه العوامل تُحتسب في تقييم المحتوى، وتُترجم إلى مدى جودة تجربة المشاهد (SXO – Search Experience Optimization).

3. E-E-A-T – خبرة + تجربة + سلطة + ثقة

هذا المعيار الذي تبنّته Google وأصبح مرجعًا في تقييم المحتوى الجاد، يُطبّق اليوم على الفيديوهات القصيرة أيضًا، خصوصًا في المنصات المهنية مثل LinkedIn. اسأل نفسك:

  • هل أقدّم تجربة من الواقع، لا مجرد نظريات؟
  • هل أظهر بهويتي الحقيقية دون تمثيل؟
  • هل لدي تفاعل حقيقي يُظهر أن الناس يرونني مرجعًا؟
  • هل موقعي أو صفحتي تعكس هذه الثقة؟

الفيديو القصير يُعتبر وسيلة ذهبية لبناء هذه العناصر الأربعة، خصوصًا إن مزجت فيه بين الجانب الشخصي والمهني بأسلوب أصيل ومتزن.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… الذكاء الاصطناعي قد يساعدك في الوصول، لكن وحدها الثقة هي ما يُبقي جمهورك معك.


الخاتمة: إذًا… هل هو المستقبل فعلاً؟


بعد كل ما سبق، يمكننا القول بثقة:

نعم، الفيديو القصير أصبح جزءًا أساسيًا من مستقبل المحتوى على LinkedIn.

لكنه لا يُعد بديلاً عن كل أشكال المحتوى الأخرى، بل هو مكمل ذكي واستراتيجي ضمن أدواتك المهنية.

سواء كنت متخصصًا، صاحب عمل، موظفًا، أو حتى طالبًا في بداية الطريق، فإن استخدام الفيديو القصير يمنحك فرصة ذهبية لعرض أفكارك وهويتك بأسلوب بسيط وقريب.

فقط تذكّر:

  • لا تهمل التنوع بين المقالات، النصوص، والتفاعل المباشر.
  • ركّز على الأصالة لا على الكمال.
  • لا تنتظر الكاميرا المثالية أو الصوت المثالي… هاتفك يكفي، وخطوتك الأولى هي الأهم.

ابدأ الآن بتصوير أول فيديو، حتى لو كان مترددًا…

لأن التعلّم لا يأتي قبل التجربة، ولا نجاح دون محاولة.

يعطيك العافية عزيزي القارئ، وبطبيعة الحال… مستقبلك المهني على LinkedIn لا يصنعه المحتوى، بل الشخص الذي خلفه.


الأسئلة الشائعة (FAQ) حول الفيديو القصير على LinkedIn


1. هل يدعم LinkedIn الفيديوهات القصيرة مثل TikTok وReels؟

نعم، يدعم LinkedIn نشر الفيديوهات القصيرة بصيغ متعددة، ويُفضّل أن يتم رفعها مباشرة (Native Video). الخوارزميات تُعزز من ظهور الفيديوهات التي تحقق تفاعلًا مبكرًا في الخلاصات.

2. ما هو الطول المثالي للفيديو القصير على LinkedIn؟

الطول المثالي يتراوح بين 30 إلى 90 ثانية. الأهم من الزمن هو أن يحمل الفيديو فكرة واحدة واضحة، تُقدَّم بسرعة وبأسلوب مهني يناسب جمهور LinkedIn.

3. هل الفيديو القصير يناسب كل التخصصات على LinkedIn؟

ليس دائمًا، لكنه قابل للتكيّف. تخصصات مثل التسويق، التوظيف، وريادة الأعمال تستفيد كثيرًا من الفيديوهات القصيرة. أما التخصصات التي تتطلب شرحًا معمقًا (مثل القانون أو التحليل المالي) فقد تحتاج إلى محتوى أطول وأكثر تفصيلًا.

4. كيف أبدأ بصناعة فيديوهات قصيرة احترافية بدون خبرة؟

  • اختر فكرة واحدة فقط لكل فيديو
  • استخدم كاميرا الهاتف بإضاءة جيدة
  • التزم بنموذج Hook–Value–CTA
  • حرّر الفيديو باستخدام أدوات مجانية مثل CapCut أو Canva
  • انشره مباشرة على LinkedIn مع وصف مختصر وكلمات مفتاحية مناسبة

5. هل الفيديو القصير يحقق تفاعلًا أعلى من المنشورات النصية؟

في كثير من الحالات، نعم. الفيديو القصير الذي يعرض وجهك أو صوتك ويقدّم قيمة حقيقية يحقق تفاعلًا أعلى بنسبة قد تصل إلى 300% مقارنة بالمحتوى النصي فقط، خاصة إذا كان صادقًا وبسيطًا.

6. هل يمكن استخدام الفيديوهات القصيرة لبناء علامة شخصية على LinkedIn؟

بالتأكيد. الفيديو القصير أداة فعالة لإيصال صوتك، إبراز خبراتك، والتواصل الإنساني مع الجمهور، مما يسهم في بناء الثقة وتطوير علامتك الشخصية بسرعة.

7. ما الفرق بين الفيديو القصير الاحترافي وغير المناسب للينكدإن؟

الفيديو الاحترافي يكون:

  • بسيطًا ومهنيًا
  • خاليًا من المؤثرات المبالغ بها
  • ذا محتوى واضح وقيمة حقيقية
  • مستخدمًا للغة تلائم جمهور المنصة
  • عاكسًا لمصداقيتك وخبرتك

أما الفيديو غير المناسب فهو الذي يركّز على الترفيه المبالغ فيه أو يفتقر إلى الفائدة والمهنية.

8. هل الفيديو القصير وحده كافٍ للنجاح على LinkedIn؟

لا. الفيديو القصير أداة مهمة، لكنه جزء من منظومة محتوى متكاملة تشمل:

  • منشورات مكتوبة
  • مقالات طويلة
  • تعليقات تفاعلية
  • تواجد مستمر وعلاقات مهنية نشطة